الموصل – عنكاوا كوم - خاص
في إعقاب الاستهدافات الأخيرة التي طالت عدد من أبناء شعبنا في مدينة الموصل، تولدت الكثير من الأسئلة والاستفسارات بشان من يقف وراء تلك العمليات، ودور السلطة المحلية في تعزيز الامن لدى المواطن.
وحرصا من "عنكاوا كوم" على معرفة موقف السلطة المحلية في الموصل من هذه الجرائم، أجرت اللقاء التالي مع محافظ نينوى أثيل النجيفي، اليكم نصه:
• تعرض الكثير من مسيحيي الموصل خلال الآونة الأخيرة لحوادث استهداف كالقتل واستهداف كنائسهم بشكل متزايد فضلا عن تفجير دور عدد أخر ممن تركوها بحثا عن ملاذ امن ، ماذا تقول بشأن ذلك، وماهو موقفكم كسلطة محلية ؟
نحن نعتقد أن استهداف المسيحيين في الموصل، هو استهداف للحكومة المحلية بصورة غير مباشرة، حيث ان جميع الأطراف تعلم بان استهدافهم، يثير ردود أفعال عديدة وفي مناطق واسعة من العالم، ويعطي الانطباع لدى العديد من الدول، بعدم قدرة الحكومة على حماية مواطنيها، ولتحقيق حماية فعلية للمسيحيين عليهم ان يكونوا أكثر قربا من الحكومة.
• ألا تعتبرون تبادل الأتهامات بين الأوساط السياسية حول المسؤولية في هذه الجرائم، هو محاولة لتضليل الرأي العام، وإسكات المطالبات بشأن تحقيق دولي في شأن هذه الأعمال؟
توجد لدينا إفادات لبعض المسيحيين ممن تعرضوا العام الماضي الى التهديد وتشير الى لغة الذين هددوا وطبيعة تواجدهم، ونحن واثقون بان هناك أطراف تريد استغلال وضع المسيحيين، لإقناع العالم بان العرب غير قادرين على حمايتهم. لأشك ان وضع المسيحيين ضمن دائرة صراع القوى السياسية سيضر كثيرا بهم وعليهم ان يعتزلوا جميع المتصارعين.
• ذكرتم في لقاء سابق نشرته جريدة " الزمان" طبعة العراق، بعد فوز قائمتكم بانتخابات مجالس المحافظات، ان شعبيتكم في أوساط مسيحيي الموصل، هي الأكثر مقارنة بشعبية الأحزاب المسيحية، لدى هذا المكون. فعلى أي أساس استندتم في استقراء هذه الشعبية ؟
خلال انتخابات مجالس المحافظات لم تحصل جميع الأحزاب المسيحية التي كانت مرشحة في الكوتا سوى على جزء من أصوات المسيحيين، فنحن نعرف ان عدد المسيحيين أكثر بكثير من عدد المصوتين للكوتا بجميع أطرافها، وهذا دليل بالتأكيد على وعي المجتمع المسيحي، وإدراكه بأهمية الخروج من دائرة التقاسم الطائفي الى مفهوم الوطنية الشاملة،
ويكفي إنني سمعت من احد الآباء المسيحيين يقول لطائفته بان المطران فرج رحو- رحمه الله- كان يود ان يراني محافظا للموصل.
• في خضم الهجمة الأخيرة التي طالت بعض كنائس الموصل تم اتخاذ قرار بتسمية ضابط مسيحي على رأس القوات الأمنية التي تتولى حماية الكنائس فعلى أي أساس تم اتخاذ هذا القرار ؟
من خلال تكليفنا للشرطة بحماية الكنائس، وجدنا تخوفا من عدد من رجال الدين المسيحيين وكذلك من مواطنيهم من التعامل المباشر مع الشرطة، او هناك صعوبة لدى بعض الشرطة في تفهم عادات المسيحيين وطقوسهم، مما ينعكس سلبا على القدرة على حمايتهم، ولهذا وجدنا أفضل الحلول في إيجاد حلقة وصل يمكن ان يطمئن لها المسيحيون وتستطيع في الوقت نفسه التفاهم والتنسيق مع الأجهزة الأمنية، فكان أختيار هذا الظابط.
• الأحداث التي جرت في برطلة حسب وجهة نظركم هل لها علاقة بالموقف الذي أعلنتموه لوفد مكون من مطران الموصل جرجس القس موسى وعدد من أعضاء مجلس أعيان قرة قوش بشان حصر استملاك أراضي قضاء الحمدانية بالمسيحيين تحديدا ؟
من وجهة نظري الشخصية اعتقد ان الأمر مرتبط أكثر بموضوع إنشاء الحسينية، وقد كان واضحا لي عند وصولي الى برطلة، دور بعض الأطراف السياسية في إثارة الفتنة وتأجيج الموقف حيث شاهدتهم بعيني وهم يحرضون الناس، ولهذا السبب أردت ان يحل الموضوع إداريا بعيدا عن جميع الأحزاب السياسية، وقد اثبت التحقيق ان الموضوع مفتعل برمته ولم يقوم إي مسيحي برفع أي لافتة، ولكنها إشاعة أطلقتها إحدى الجهات، لإثارة الفتنة إما موضوع تملك الأراضي داخل المدن المسيحية فانا مع احتفاظ المسيحيين بخصوصية مدنهم وأرفض أي تغيير ديموغرافي فيها وقد عززت احداث برطلة هذه القناعة.
*ما هو موقفكم كسلطة محلية حول مطالبات بعض المسيحيين في الموصل بضرورة حماية دولية لهم إزاء ما يتعرضون له من تهديدات واستهدافات ؟
نحن نريد ان يشعر المسيحيون بالأمان ولكن هل تستطيع الدول المقصودة حماية أنفسها او حتى جيوشها في العراق وقد يكون الأمر مقلقا أكثر إذا تدخلت الدول في هذا الأمر.
• ما هي صورة العلاقة التي تجمعكم مع رؤساء الطوائف المسيحية في الموصل فضلا عن علاقتكم بالأحزاب المسيحية في المحافظة ؟
لدينا علاقة طيبة جداً مع معظم رؤساء الطوائف المسيحية وأنا أستشيرهم في الكثير من الأمور التي تخص الطائفة، إما السياسيين فلدينا علاقة طيبة مع الحركة الآشورية بدءا من رئيس الحركة، ومرورا بفرعهم في الموصل .
• المسيحيون في الموصل لا يشعرون بالآمان ، برأيك على من تقع مسؤولية توفير الحماية لهم ؟
على الجميع فما هو معروف في الموصل، انه لايوجد تعاون كاف مع الأجهزة الأمنية، وكذلك نحتاج الى التلاحم الشعبي، فعلى المجتمع الموصلي ان يدافع عن تركيبته والمسيحيين من ضمن هذه التركيبة، وبقاؤهم في الموصل ضروري للجميع وللمسلمين أيضاً وليس فقط المسيحيين.
• هنالك صراع كردي عربي على بعض المناطق التي تتداول بعض وسائل الإعلام تعبير المتنازع عليها، والمسيحيون عالقون في خضم هذا الصراع، رغم أنهم ليسوا طرفا فيه ، فبرأيك كيف يستطيع المسيحيين تجنب هذا الصراع ؟
يجب على المسيحيين ان يبقوا خارج دائرة هذا الصراع، وان يستغلوا جالياتهم خارج العراق بإلقائهم خارج دائرة الصراع، ورفض أي محاولة لاستغلالهم، او استغلال وضعهم. نحن من جانبنا لا نطلب من المسيحيين إعلان موقف لصالحنا، رغم معرفتنا الأكيدة بتعاطفهم معنا، لأننا لا نريد استغلالهم، ونأمل ان يقتنع الطرف الأخر أيضاً بذلك ويجنبهم هذا الصراع.
• برأيك ، من يقف وراء استهداف مسيحيي الموصل ، ولماذا اغلب التحقيقات التي تختص بالبحث عن الجهات الضالعة بهذا الاستهداف لا تنشر في وسائل الإعلام ؟
كما أسلفت لدينا الوثائق التي تشير الى علاقة احد الأطراف السياسية، وقد تمت الإشارة لذلك في حينه، ولكن السير في التحقيق والوصول الى نهايته قد يدفع الى التقاطع الشامل وهذا ليس من المصلحة في هذا الوقت.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية