أكد المنتخب المصري لكرة القدم تفوقه على نظيره الكاميروني ، حيث جدد أحفاد الفراعنة فوزهم على الأسود وتغلب عليهم 3/1 اليوم الاثنين في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا بأنجولا.
وأصبح المنتخب المصري حامل اللقب ثالث المتأهلين للدور قبل النهائي في البطولة بعد منتخبي غانا والجزائر ، ليلتقي في الدور قبل النهائي مع نظيره الجزائري في مواجهة صعبة تضمن لكرة القدم العربية موقعا في المباراة النهائية للبطولة الأفريقية.
وتقدم المنتخب المصري بعد فوز اليوم خطوة مهمة على طريق الدفاع عن لقبه الأفريقي بعدما نجح في ترويض الاسود.
شهدت البطولة الماضية عام 2008 في غانا تفوقا لاحفاد الفراعنة على أسود الكاميرون مرتين ، الأولى في أولى مباريات الفريقين بالبطولة ، حيث فاز بها المنتخب المصري 4/2 ، والثانية في المباراة النهائية للبطولة حيث فاز بها المصريون أيضا 1/صفر ليتوجوا باللقب الأفريقي للمرة الثانية على التوالي ، والسادسة في تاريخ البطولة (رقم قياسي).
احتفل اللاعب المخضرم أحمد حسن قائد المنتخب المصري في مباراة اليوم بالمباراة رقم 170 له مع أحفاد الفراعنة ، محطما بذلك الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية التي خاضها أي لاعب مع المنتخب المصري عبر تاريخه الطويل.
كاد حسن /34 عاما/ كاد أن يفسد الاحتفال على نفسه وجماهيره بهذه المناسبة عندما سجل للمنتخب الكاميروني هدف التقدم في مرمى فريقه عن طريق الخطأ، اثر ضربة ركنية لعبها أشيلي إيمانا في الدقيقة 26 ، حولها حسن برأسه إلى داخل شباك حارس مرمى مصر عصام الحضري.
ولكن النجم المخضرم نجح في تصحيح الخطأ وسجل هدف التعادل لفريقه في الدقيقة 37 ، اخفق بعده الفريقان في تحقيق الفوز في الوقت الأصلي ، وخاضا وقتا إضافيا لمدة نصف ساعة شوطين.
ومع بداية الوقت الإضافي، حسم المنتخب المصري المباراة بهدفين متتاليين سجلهما اللاعب البديل محمد ناجي (جدو) في الدقيقة 92 ، ثم أحمد حسن في الدقيقة 95 ، رغم ان الكرة لم تتجاوز خط المرمى.
قدم الفريقان عرضا قويا على مدار أكثر من 120 دقيقة ، وكان المنتخب الكاميروني الأفضل انتشارا في الملعب والأكثر استحواذا على الكرة ، ولكن الهجمات المصرية كانت الأخطر، وحقق الفريق فوزا ثمينا بعد أداء متكافئ عبر الوقتين الأصلي والإضافي.
سيطر الحذر الدفاعي على أداء الفريقين في بداية المباراة وأجاد لفراعنة الضغط على لاعبي الكاميروني في كل مكان بالملعب ، في حين لجأ الأسود للخشونة لإيقاف بناء الهجمات المصرية في منطقة وسط الملعب.
جاء الأداء في هذا الشوط سجالا بين الفريقين ، حيث تبادلا السيطرة على مجريات اللعب.
كانت أول هجمة خطيرة للمنتخب المصري في الدقيقة الرابعة اثر عرضية لعبها أحمد المحمدي من الناحية اليمنى ، ولكن الحارس الكاميروني كارلوس كاميني التقط الكرة ببراعة.
ورد المنتخب الكاميروني في الدقيقة التالية بعرضية لعبها جيرمي نيجيتاب ولكنها مرت من أمام محمد إدريسو ،المراقب، من قبل وائل جمعة ، وخرجت الكرة إلى ضربة مرمى.
وبعد مرور الدقائق العشر الأولى من المباراة ، بدأ المنتخب الكاميروني في تكثيف ضغطه الهجومي وتعددت الضربات الركنية ضد المنتخب المصري ، ولكن دفاع المصريين تصدى لها جميعا.
وسدد جيرمي كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 13 ، لكنها مرت كالسهم فوق العارضة.
وشهدت الدقيقة 16 هجمة خطيرة راوغ فيها المهاجم محمد زيدان مدافعي المنتخب الكاميروني وحصل على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء في مواجهة المرمى الكاميروني ، سددها حسني عبد ربه ، لكن الكرة اصطدمت بالحائط البشري الدفاعي وخرجت إلى ضربة ركنية، لم تستغل بشكل جيد.
نال حسني عبد ربه إنذارا في الدقيقة 20 للخشونة مع جورجيس ماندجيك.
وحصل زيدان على ضربة حرة بجوار منطقة جزاء الكاميرون ، لعبها عرضية قابلها المحمدي بضربة رأس ، ولكن الكرة ذهبت بعيدا عن المرمى.
تقدم المنتخب الكاميروني بهدف في الدقيقة 26 اثر ضربة ركنية لعبها أشيلي إيمانا عند القائم القريب ، حاول أحمد حسن إبعادها، ولكنه بدلا من ذلك حولها برأسه إلى داخل مرمى فريقه، عن طريق الخطأ.
ورغم التوتر الذي ساد أداء المنتخب المصري في الدقائق التالية ، فقد تخلى الفريق عن حذره الدفاعي الشديد ، وبدأ البحث عن هدف التعادل.
وكاد عماد متعب أن يسجل هدف التعادل للمنتخب المصري في الدقيقة 28 ولكنه لعب الكرة برأسه لحظة خروج الحارس من مرماه لتذهب بجوار القائم.
ولكن المنتخب الكاميروني لم يتراجع للدفاع ،وواصل ضغطه الهجومي الذي شكل خطورة فائقة على المرمى المصري ، في ظل توتر أحفاد الفراعنة.
ونجح أحمد حسن في تعويض الخطأ وسجل هدف التعادل للمنتخب المصري في الدقيقة 37 بتسديدة صاروخية أطلقها من مسافة بعيدة (34 مترا) إلى داخل شباك الأسود ،على يمين كاميني ، ليكون الهدف رقم 30 له مع المنتخب المصري.
واتجه اللاعب عقب الهدف نحو خط التماس حيث رفع قميصا كتب عليه الرقم 170 في إشارة إلى أنها المباراة الدولية رقم 170 له ، حيث حطم بذلك الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية التي يخوضها أي لاعب مع المنتخب المصري والذي كان مسجلا في الماضي باسم المهاجم الشهير حسام حسن ، برصيد 169 مباراة.
نال المحمدي إنذارا في الدقيقة 40 للخشونة وإن كانت غير متعمدة مما أثار العديد من علامات الاستفهام لدى لاعبي المنتخب المصري بسبب قرارات الحكم الجنوب أفريقي جيروم دامون، الذي أدار اللقاء.
أهدر عبد ربه هدفا مؤكدا في الدقيقة 44 اثر تمريرة عرضية من أحمد حسن قابلها عبد ربه ،غير المراقب ، بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت بعيدا عن المرمى الكاميروني.
رد إيمانا في الدقيقة التالية بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة تصدى لها الحضري ببراعة وشتتها الدفاع. كما صمد الدفاع المصري أمام هجمات لاعبي الكاميرون في الوقت بدل الضائع لهذا الشوط ،الذي انتهى بالتعادل.
بدأ المنتخب الكاميروني الشوط الثاني بهجوم ضاغط ولكن أول هجمة خطيرة كانت للمنتخب المصري أيضا في الدقيقة 47 اثر تمريرة طولية من حارس المرمى عصام الحضري وصلت إلى متعب خلف جميع مهاجمي الكاميرون ولكنه سددها في جسد الحارس ، ثم شتتها الدفاع.
أتبعها زيدان بتسديدة صاروخية من حدود المنطقة في الدقيقة 48 بعد تمريرة بينية من سيد معوض ، ولكن تسديدته افتقدت للدقة لتخرج الكرة إلى ضربة مرمى.
خطف زيدان الكرة من المدافع الكاميروني أورليان تشيدو في الدقيقة 50 وتوغل بها داخل منطقة الجزاء ،ثم سددها قوية ولكن الحارس الكاميروني كاميني تصدى لها ببراعة ، قبل ان يشتتها الدفاع.
وبعدها بثوان قليلة ، سنحت فرصة أخرى للمنتخب المصري ولكن الدفاع الكاميروني تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة بسرعة.
نجح الدفاع المصري في فرض رقابة لصيقة على مهاجمي الكاميرون ،خاصة محمدو إدريسو وصامويل إيتو ، مما دفع الفريق الكاميروني للاعتماد على التسديد القوي من خارج منطقة الجزاء.
خطف ماندجيك الكرة من عبد ربه في الدقيقة 56 وسددها قوية من خارج المنطقة ولكنها مرت بجوار القائم،على يسار الحضري.
شهدت الدقيقة التالية التحاما قويا بين متعب والمدافع الكاميروني نيكولاس نيكولو ،وقع على اثره اللاعبان على الأرض ، ولكن نيكولو دفع متعب في صدره ليشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجهه.
سدد الكاميروني إينوه إيونج كرة صاروخية من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة في الدقيقة 59 ، ولكنها ذهبت فوق العارضة مباشرة.
كما سدد إيمانا كرة أخرى قوية في الدقيقة 63 ، من 31 مترا ، تصدى لها الحضري مجددا ، ثم شتتها الدفاع.
وأجرى حسن شحاتة المدير الفني الوطني للمنتخب المصري تغييره الأول في الدقيقة 67 بنزول المهاجم محمد ناجي (جدو) بدلا من زيدان الذي بذل جهدا كبيرا في المباراة. وسدد عبد ربه كرة قوية ولكنها ذهبت خارج المرمى الكاميروني.
وسدد جيرمي كرة صاروخية من ضربة حرة في الدقيقة 69 تصدى لها الحضري ببراعة.
وانحصر اللعب في الدقائق التالية في وسط الملعب بعدما حرص الدفاع المصري على إغلاق الطريق نحو منطقة جزائه كما حرص لاعبو الفراعنة على الضغط على لاعبي الكاميرون في أنحاء الملعب.
وتصدى الحضري لتسديدة صاروخبة أخرى في الدقيقة 79 عندما هيأ إدريسو الكرة لإيتو الذي سددها قوية من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة ، تصدى لها الحضري.
وشكلت الهجمات المصرية خطورة فائقة على المرمى الكاميروني ولكنها افتقدت للنهاية الدقيقة.
ودفع شحاتة بلاعبه حسام غالي في الدقيقة 85 بدلا من حسني عبد ربه لتنشيط أداء خط الوسط بحثا عن هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة.
وشن المنتخب الكاميريوني هجمة خطيرة من الناحية اليسرى في الدقيقة 87 اثر انطلاقة رائعة من بيديمو ،ولكن المحمدي شتتها في الوقت المناسب إلى ضربة ركنية.
ودفع المدرب الفرنسي بيير لوجان المدير الفني للمنتخب الكاميروني بلاعبه بيير ويبو في الدقيقة 88 بدلا من إيمانا.
أهدر متعب فرصة تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 89 اثر تمريرة طولية عبرت جميع المدافعين ووصلت لمتعب الذي سددها مباشرة ولكن في الشباك من الخارج وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى.
وأنهى أحمد حسن الشوط الثاني والوقت الأصلي للمباراة بتسديدة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ولكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة.
ورغم استحواذ المنتخب الكاميروني على الكرة بشكل أكبر في الشوط الثاني كانت هجمات المنتخب المصري هي الأخطر ولكنه فشل في تسجيل هدف الفوز كما لعب الحضري دورا كبيرا في هذا الشوط بتصديه لجميع التسديدات الصاروخية من لاعبي الكاميرون.
وبانتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1/1 ، لجأ المنتخبان للعب وقت إضافي لمدة نصف ساعة مقسمة بالتساوي على شوطين.
ومع بداية الوقت الإضافي سدد ويبو كرة قوية زاحفة من حدود منطقة الجزاء ولكن الحضري تصدى لها بثبات.
جاء الرد المصري قاتلا حيث استغل اللاعب البديل جدو خطأ جيرمي لتسجيل هدف التقدم لأحفاد الفراعنة ، حيث أعاد اللاعب الكاميروني الكرة باتجاه حارس مرماه كاميني ، ولكن جدو تقدم سريعا وخطف الكرة وسددها من بين قدمي كاميني في الدقيقة الثانية من الوقت الإضافي ، ليكون هدف التقدم للفريق.
يذك أن هذا الهدف هو الثالث لجدو في البطولة الحالية بعد هدفيه في مرمى نيجيريا وموزمبيق في الدور الأول للبطولة ليدخل في الصراع على لقب هداف البطولة.
وبعدها بثلاث دقائق فقط ، أهدى الحكم جيروم دامون هدفا غير صحيح للمنتخب المصري اثر تسديدة قوية أطلقها أحمد حسن من ضربة حرة في الدقيقة 95 اصطدمت بالعارضة ونزلت على أرض الملعب بجوار خط المرمى (خارج المرمى) ولكن مساعد الحكم أشار بعبورها خط المرمى ليطلق دامون صافرته معلنا عن احتسابها هدفا لصالح المصريين.
وبعدها تراجع المنتخب المصري مجددا للدفاع من أجل التصدي للهجوم الكاميروني المكثف.
شهدت الدقيقة 112 طرد اللاعب الكاميروني اورلين شيدجو بعدما أعاق جدو لمنعه من الإنفراد بالحارس الكاميروني.
وفشلت محاولات الفريقين في الدقائق التالية لتسجيل أهداف أخرى بعدما سيطر اليأس على المنتخب الكاميروني وحرص الفريق المصري على التأمين الدفاعي.
الثلاثاء يناير 26, 2010 4:20 am
