.أوتار
قيثارة الحب الالهي
الوتر الأول
بدء الخليقة
في البدء خلق الله السموات والأرض - النور والجلد وفصل الأرض عن المياه
وجعلها مثمرة وخلق الشمس والقمر والنجوم والسمك والطير والوحوش والبهائم
ورأي الله ذلك أنه حسن" وقال الله نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا "
تك1:1-26 ومن حب الله للإنسان باركهم وقال لهم " أثمروا وأكثروا وآملأوا
الأرض وأخضعوها وتسلطواُ علي سمك البحر وعلي طير السماء وعلي كل حيوان
يدبُّ علي الأرض "تك 28:1 ولم يتركه الله حائراً بل أعد له جنة عدن وأنبت
بها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة
الخير والشر ووضعه في جنة عدن وأوصي الرب الإله أدم قائلاً من جميع شجر
الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل
منها موتاً تموت وكان هدف الله من هذه الوصية هو إظهار طاعة الإنسان إلي
الله وبهذه الطاعة يكون الإنسان بادل الله محبته لآن المحبة تساوي طاعة
ولكن عدو الخير الذي هو إبليس والمقاوم لله ومرفوض من الله لأن الله خلقه
ملاك روحاني كامل وجميل ولقبه بكوكب السماء وأعطاه اسم (لوسفر) أي كوكب
الصبح وقد قال عنه حزقيال النبي :
أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك علي جبل الله المقدس كنت بين حجارة النار
تمشيت أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم "حز14:28ـ15"
وكان عدو الخير مخلوقاً جميلاً وزينه الله بكل حجر كريم
ستارتك. عقيق أحمر و ياقوت أصفر وعقيق أبيض وزبرجل وجزع ويشب وياقوت أزرق
وبهرمان وزمرد وذهب أنشأه فيه صنعه صنيعة الفصوص وترصيعها يوم خلقه وعندما
وجد الله فيه إثم أسقطه من رتبته أطلق عليه أسماء كثيرة ذكر في الكتاب
المقدس منها :
الحية بمعني المخادع أو المضلل
التنين بمعني المفترس
الشيطان بمعني العدو
إبليس بمعني الواشي
وكل هذه الأسماء تدل علي اسم عدو الخير الشيطان الشرير
فنظر عدو الخير إلي أدم الذي خلقه الله علي صورته وأحبه ونظر إلي هتاف
الملائكة لأدم إذ قال أيوب البار ترنمت كواكب السماء وهتف جميع بني الله من
الملائكة فحسد الإنسان وحمي غضبه فأراد أن يسقط الإنسان الذي هو أدم ودبر
له حيله لإسقاطه ونجح في إسقاط أدم وتكسير وصية الله وكان الله بسابق علمه
يعلم هذا الأمر وكان الله مدبر الحل لأعادة الإنسان بعد سقوطه إلي رتبته
الأولي لأن الله غير متغير لأحكامه ولا يناقد ذاته حاشا لله فهو أميناً
وعادل لأن العدل هو إحدى السجايا الإلهية " العدل والحق قاعدة كرسيك يا
الله " (مز14:89)
الوتر الثاني
العدل الإلهي
فظهر عدل الله تبارك اسمه في تحقيق وعودة ومحبته
1- لو حقق الله وعده وأهلك الإنسان (أدم) حسب حكمة لأنتصر الشيطان وحقق
هدفه في إفساد ما أحبه الله وبهذا ينتصر العدل وتسقط المحبة
2- إذا سامح الله الإنسان (أدم) يكون انتصرت المحبة وسقط العدل الإلهي
وحاشا لله أن تسقط كلمة من كلامه لأن السماء والأرض تزولان ولا يزول حرف
واحد من كلام الله فوضع الله الحل الذي يحقق العدل والمحبة معاً فدبر الله
الفداء بسفك الدم
لأنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة فوضع الله شروطاً لحمل الفداء
اولاً: أن يكون إنسان لأن الخاطي هو الإنسان ( أدم الأول)
ثانياً: يموت لأن أجرة الخطية هي موت (حسب تحذير الله)
ثالثاً: أن يكون غير محدود لأن المخطئ في حقه الله ذاته الغير محدود
عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد
رابعاً: بلا خطيه لأن المخطئ في حقه بلا خطيه
" من منكم يبكتني علي خطيه" ( يو46:8 )
فإن الملائكة لا تصلح أن تكون فداء عن الإنسان وإذا بحثنا عن إنسان باراً
وكامل فنجد كثيراً أبرار ولكن لا تنطبق عليهم الشروط السابقة ومن هؤلاء
الأشخاص الأبرار
نوح ـ يقول عنه الروح القدس أما نوح فوجد نعمة في عين الرب ( تك8:6 )
أيوب البارـ إذا قال عنه الله بذاته لأنه ليس مثله في الأرض" رجل كاملاً
ومستقيم يتقي الله يحيد عن الشر " (أي8:1 )
إبراهيم أبو الأباء ـ إذا قال عنه الله فأمن إبراهيم فحسب له براً
وهناك أبرار أختطفوا إلي السماء مثل إيليا وأخنوخ
ولكنهم جميعاً لا تنطبق عليهم الشروط الأربعة السابقة
1- إنسان (نعم هو إنسان)
2- يموت (نعم هو يموت)
3- غير محدود ( لا هو محدود)
4- بلا خطية ( لا يوجد إنسان بلا خطية ولو كان حياته علي الأرض يوم واحد)
فوجد الله تبارك أسمه الحل في ذاته ولكي يمهد لنا طريق الفداء فرسم الله
لنا في العهد القديم رموزاً ليمهد للنفس البشرية طريقه الفداء