المقدمة
تعاقبت على العراق العديد من الحضارات والثقافات،وكان لها دور وتأثير بتاريخه وأنطلقت منه الشرائع القانونية الاولى وصنوف المعرفة كقوانين حمورابي! وأثبتت التجارب الأنسانية أن الثقافة في أي مجتمع لها دور أساسي في ديمومة تلك المجتمعات ، بذلك ندرك جميعا حجم المسؤوليات التي يواجهها وطننا وشعبنا وخاصة في ظل الظروف الراهنة وحتى الظروف التي سبقتها ....لنبحث اذن بعمق وبروح المسؤولية المشتركة القضايا الهامة التي تمس مصائر شعبنا ووطننا ،، ومن هذه القضايا (قضية المرأة العراقية ) ودورها في بناء العراق الديمقراطي ،،،لما لها من تأثير أساسي على المجتمع ،،ولا شك أن أنتقاص أي حق من حقوق الأنسان يعتبر أنتقاصا من أنسانية الشخص ويعتبر أنتهاكا لحقوقه وكرامته ...من هنا كان الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 – والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية اللذين صدرا عام 1966 ،،، أساس الشرعنة الدولية لحقوق الأنسان ،،،وهكذا كانت قاعدة النظام القانوني العالمي متينة والتي تعزز هذا النظام بما تلت بعد ذلك من مواثيق وأتفاقات ومعاهدات خاصة بحقوق الأنسان ،، أذن نحن أمام نظام دولي أنساني متكامل والذي تنامت في ظله فكرة التدخل الدولي لحماية حقوق الأنسان .ولكن مع الاسف هناك مجموعة كبيرة من دول الشرق الاوسط وافريقيا لم توقع لحد الان او تنفذ ولو نسبة قليلة من هذه الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة، كونها على الاقل نقول: انها تسبب ازعاج لكراسي الملوك والزعماء والقادة والشيوخ!
الموضوع
الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 .......
حقوق الأنسان كلمة تعني مجموعة الحقوق التي يستحقها الفرد بصفته أنسانا يجب أن يتمتع بها منذ ولادته ..فمن حق كل أنسان في العالم العيش بعزة وكرامة دون خوف من التعرض الى الظلم والمهانة والقمع .من هنا كان الأعلان العالمي عام 1948،، والذي يتألف من ديباجة و30 مادة تحدد حقوق الأنسان وحرياته الأساسية .
المادة 1 :- تحتوي على ألمبدا الشامل لحقوق الأنسان " يولد جميع الناس أحرارا ومتساوون في الكرامة والحقوق " المادة 2:- تنص على " يمنع منعا باتا كل صور التميز بسبب العنصر والجنس واللغة والدين . "
المادة 3 :- تقر بثلاثة حقوق أساسية ومتكاملة " الحق في الحياة – الحرية – في أمان الفرد في شخصه "
المادة (4-21 ) :- تفصل الحقوق المدنية والسياسية ،فتحرم تماما العبودية والرق وتجارة العبيد وممارسة التعذيب والمعاملة الغير أنسانية والعقوبات القاسية والمحطة بالكرامة والحق في الحماية القانونية المتساوية ..
المادة (22) :- تؤكد على مبدأ الحقوق الأقتصادية والأجتماعية وخاصة كرامته الشخصية والضمان الأجتماعي ...
المادة (23 -27) :- لكل أنسان الحق في العمل والراحة بحيث يكون لضمان الصحة والرفاهية والحق في التعليم ...
المادة (28-30) :- مواد ختامية ترتكز على الوفاء بالحقوق منها ،،حق الفرد في نظام أجتماعي ودولي يطبق كافة الحقوق بأمانة ...
أذن الأعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم .من هنا كان الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ،،على أنه المستوى المشترك الذي يستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعد كل فرد وهيئة في المجتمع ،، واضعين هذا الأعلان نصب أعينهم والى توطيد أحترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية وأتخاذ أجراءات وطنية وعالمية لضمان مراعاتها والأعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول والأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها
العهدان 1966
1 :-العهد الدولي الخاص بالحقوق الأقتصادية والأجتماعية والثقافية ..
2 :- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ...
هما بمثابة تكملة لركائز خيمة حقوق الأنسان الدولية ،،، صدرا عن الجمعية العامة عام 1966 ،،، في وقت واحد ،، وهذا يؤكد مدى حرص وتطور فكر المجتمع الدولي تجاه ضمان حقوق الأنسان ،،، كل أنسان وأينما وجد ،،، ومهما كان دينه ولونه وشكله ....
المادة 1 :- تتفق في العهدين على مبدأ جميع الشعوب في تقرير المصير .
المادة 2 :-ألزام كل الأعضاء بأيجاد وسيلة فعالة للتظلم من أنتهاك الحقوق .
المادة 3 :-كلا العهدين يؤكدان على حق المساواة بين الأناث والذكور في التمتع بجميع الحقوق ، هنا يأتي دور المرأة في المجتمع ولنأخذ العراق نموذجا ..
25% من البرلمان نساء/مؤشر جيد ،، هناك وزيرة حقوق الأنسان / ممتاز أيضا ،،،وهناك أيضا وزيرة ومهندسة، الطبيبة والعالمة والعاملة تشارك في تطور المجتمع ....ولكن مثل ما هنالك أيجابيات هناك أيضا سلبيات مزمنة تحتاج الى جهد كبير من قبل رجال ونساء حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني، بالتعاون مع دولة القانون والمؤسسات التي نسبو اليها وليست على الورق فقط او للاستهلاك!!!! ومن هذه السلبيات كمثال لا الحصر
القتل على الهوية والمذهب والدين مثال : " قتلت 166 امرأة خلال 3 أشهر في محافظة البصرة ،، الختان القسري والقتل العشائري والرجم ،،وهناك أكثر من مليوني أرملة وفقيرة يعشن دون خط الفقر ،،وكذلك أولادهن وأطفال الشوارع تقدر ب( مليون ونصف مليون ) طفل أنها أرض خصبة لولادة الجريمة والتعصب وتعشش الأرهاب والأنتحاريين.. لذا وجوب زرع هذه الارض بالتعليم والتربية وثقافة الانسان ومحبته، كي نسحب البساط من امام التعصب والمذهبية والطائفية - الثلاثي المقيت
واقع المرأة اليوم
أضافة الى ما هو معروف عن واقع المرأة في الريف من حرمان في التعليم سواء لعدم وجود المدارس أو بسبب بعدها عن السكن أو بسبب أعراف وتقاليد هذا المجتمع وكذلك عدم وجود وعي صحي أو تدني مستواه بين الناس وتحديدا لدى حجر زاوية العائلة الا وهي (المرأة). فلازالت الأعراف والتقاليد العشائرية تحكم وتتحكم بأرواح المواطنات العراقيات ،،وهذه الأعراف سببت في كثير من هدر حقوقهن، والحالات كثيرة وبنسب متفاوتة ،،، ولدينا العديد من الأمثلة المستقاة من الواقع والتي لا تثير فينا الا الشفقة على هؤلاء النسوة واللواتي كل خطيئتهن أنهن ولدن ويعشن في مجتمع تحكمه تقاليد لاترى في نور العالم أي منفذ، اذن هناك حائط من فولاذ يحتاج الى المرور منه! فكيف السبيل الى ذلك؟ من خلال التثقيف الذاتي والوعي الجماعي ونشر الديمقراطية والحرية الشخصية المتوازنة، لماذا المتوازنة؟ لاننا لا نريد ان نقع فريسة الاباحية من خلال الحرية المنفلتة التي نعيشها اليوم ...أذن مهم جدا في هذه المرحلة ولنسميها الحرجة التي يمر بها العراق ،دور منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان بالتعاون مع الدولة وأجهزتها الحقوقية والأجتماعية في تثقيف وتوعية هؤلاء بأتجاه الحفاظ على كرامة الشخص البشري ومنها المرأة....
أذن يؤكد العهدان على حماية الحق في الحياة ، وعدم التعذيب ،، والحظر التام بالأتجار بالرقيق ( التي تشكل وصمة عار على جبين الانسانية والتاريخ )،، وعدم الأعتقال التعسفي ،وجميع الناس سواسية أمام القانون ،، ويدعوان على حماية حرية الفكر والوجدان والدين والتعبير ...
وينص على حماية حقوق الأشخاص والمنتسبة لأقليات عرقية أو دينية أو لغوية ،،، حق التنقل وأختيار مكان الأقامة والجنسية ...
حق العمل وتكوين النقابات والضمان الأجتماعي وحق التعليم والتربية ، علما أن هناك ما يقارب من أكثر من 650 وثيقة تتضمن صياغات تحدد وتحمي جوانب من حقوق الأنسان .....
الخلاصة
لابد للمرأة أن تلاحق جميع التطورات والتغيرات الحاصلة ، وأن تكون دائما في المقدمة والقمة ، والمجتمع اليوم أصبح أكثر أنفتاحا وتطورا ولم يعد دور المرأة محصور على العمل داخل المنزل بل توسع ليشمل كافة المجالات كما نوهنا، وأصبحت المرأة عنصر هام ومؤثرا في جميع النواحي الحياتية – السياسية – الأقتصادية – والأجتماعية ...
ولنكن مع قول أحد الملوك معبرا عن المرأة بأنها نصف المجتمع ( بأنك لو أردت أن تصفق بأحدى يداك-- فهل لك أن تصفق بواحدة دون الأخرى ) .... من هنا ندرك دور المرأة كونها عطر الحياة! اليس كذلك يا رجل؟
Lena.s.hirmiz
10-8-2009