اثبت بعض العلماء أن هناك خارطة للحب موجودة في دماغ الإنسان. هذه الخريطة هي التي تساعد الإنسان على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل له مناسب للارتباط به أم لا. ويفيد العلماء أن خريطة الحب الموجودة في دماغ الإنسان هي عبارة عن مجموعة من الصفات التي يرغب الإنسان بوجودها عند الشخص المثالي الذي يطمح للارتباط به.
بحيث أنه حالما تقابل شخصا تتوفر فيه الصفات الموجودة في دماغك فانك تشعر بالانجذاب نحوه والعكس صحيح. هذه الصفات تخزن في الدماغ خلال جميع مراحل الحياة مثل ابتسامة أمك و روح الدعابة عند أبيك، أي أنها صفات تتجمع على مدى مشوار الحياة على شكل خريطة موجودة في عقلك الباطن. وعندما تقابلين إنسانا تنطبق عليه معظم الشروط فان الدماغ يفرز مادة كيماوية تبعث على الشعور بالفرح. كذلك يفرز الجسم هرمونات أخرى مثل phenyl ethylamine وهي مادة تؤثر على المزاج بحيث يشعر الإنسان بالنشوة. إضافة إلى ذلك فان الجسم يفرز كميات إضافية من الأدرينالين و النورادرينالين مما يسبب احمرار الوجه، تعرق اليدين، سرعة التنفس، و تسارع في ضربات القلب.
بعد ذهاب الشخص فان مفعول هذه المواد الكيماوية ينخفض من الدم و يصاب الإنسان بأعراض مشابهة للأعراض التي يصاب بها الإنسان بعد تعاطي المخدرات مثل الإرهاق و الاكتئاب. هذا الأمر يفسر لماذا يصاب الإنسان بالحزن عندما يكون بعيدا عن الشخص الذي يحبه. ويفسر أيضا لماذا يصاب الإنسان بالإدمان على الحب. هذا ومن جانب اخر، فإن الحب هو هدية روحية وهبها الله لنا حيث تبدأ في الدماغ وتشق طريقها حتى تصل إلى التعبير الجسدي عنها. ولكن المشاعر العاطفية التي نسميها الحب لها علاقة ضئيلة بالحب الحقيقي. لأن الحب طاقة يمكن استخدامها بطريقة إيجابية وسليمة أو طريقة سلبية وغير سليمة.
وهناك الحب غير المشروط وهو المتعلق بالقبول، الدعم والصفح. وهناك الحب العنيف، الذي يعتمد على الصرامة، التسلط، والامتثال. فإذا كان أحد أولادك مدمنا على المخدرات، يمكن لك أن تحبه دون شروط وتقبل سلوكه المدمر آملا أن لا يتناول جرعة زائدة قد تؤدي إلى وفاته أو يمكنك استخدام الحب القاسي وتضعه في مستشفى لإعادة التأهيل في محاولة لإنقاذ حياته. ويمكن للحب القاسي جدا أن يكون شيئا غير سليم، تماما كما أن الإفراط في الحب غير المشروط يمكن أن يكون غير سليم.
ويتألف الحب من ثلاثة أنواع هي الروحي غير المشروط، الأخوي والرومانسي المتعلق بالعاطفة. وهناك طريقة أخرى لفحص هذه الأنواع الثلاثة وبدورنا نميز هذه الأنواع المختلفة من الحب بمقادير مختلفة ومراحل مختلفة من علاقاتنا. وفي كثير من الأحيان وخاصة عند بدء العلاقات، نشعر بالانجذاب نحو شركائنا بكثير من الحب العاطفي ومع مرور الزمن يتطور الحب إلى شكل أعمق مشكلا الحب الأخوي ومن ثم الروحاني.
إن الحب ليس مرحلة افتتان أو ممارسة جنسية. ففي كثير من الأحيان نشعر بكثير من المشاعر العاطفية القوية والإيجابية أثناء التعارف. وتسمى هذه المرحلة مرحلة العشق حيث تخبو ببطء مع مرور الوقت على العلاقة الجديدة. وتعتبر هذه المرحلة بمثابة دعوة إلى تطوير علاقة أعمق مع ذلك الشخص وزيادة القابلية للنوعين الآخرين من الحب