م يخيب جوزيه مورينيو التوقعات قط .. فبعد تأهل فريقه الإيطالي إنتر ميلان إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب برشلونة الأسباني مساء أمس الأربعاء جاء احتفال المدرب البرتغالي مسرحيا ومبالغا فيه لدرجة استفزت جماهير الفريق الأسباني وحارس مرماه فيكتور فالديز.
وتغلب برشلونة 1/ صفر مساء أمس على ضيفه بطل إيطاليا إنتر ميلان ولكنه ودع منافسات دوري الأبطال بعد تخلفه بنتيجة 2/3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بالدور قبل النهائي للبطولة.
ولم تكن احتفالات مورينيو المبالغ فيها أمس سوى حلقة جديدة في مسلسل تصرفاته المستفزة لفريق وجماهير برشلونة ، ففي ظهور صحفي له قبل المباراة انتهز المدرب البرتغالي الفرصة لشن هجوم على برشلونة في أكثر جزء يؤلمه وبدأ مباراة إياب الدور قبل النهائي الحاسمة بين الفريقين قبل 24 ساعة من موعدها.
وقال المدير الفني لإنتر في إشارة إلى برشلونة بطل أوروبا العام الماضي : "لقد حققوا حلم الفوز في نهائي روما" قبل أن يضيف "لكن ما لديهم الآن ليس حلما بل هوس اسمه ريال مدريد وسانتياجو برنابيو".
وشغل مورينيو /47 عاما/ لمدة أربعة أعوام منصب "الرجل الثاني" في الجهاز الفني لبرشلونة ، وأعرب عن امتنانه له علنا. ومع علمه التام بحساسية الوضع والمنافسة الضارية بين برشلونة وريال مدريد فقد انتهز فرصة المؤتمر الصحفي الحاشد الذي سبق مباراة إياب الدور قبل النهائي لإطلاق سهامه.
وفعل مورينيو ذلك بطريقته: متعمدا لكن ساخرا ، قاسيا لكن أنيقا ، جادا لكن مستهزئا. ولو كان عرف على مدار أعوام بأنه "المترجم" للإنجليزي بوبي روبسون في نهاية عقد التسعينيات ، فربما سيتذكره برشلونة اعتبارا من هذا المؤتمر الصحفي بأنه "القاتل" أمام الميكروفونات. "قاتل" شن هجومه بكل غرابة وهو يتكلم عن "الأحلام" و"النقاء".
وقال المدرب عن فريقه: "لدينا لاعبون تتعدى أعمارهم الثلاثين ويتمتعون بخبرة كبيرة ويمكنهم التحكم في الوضع. لابد من مواصلة الحلم ، لكن دون أن يتحول إلى هوس. ليبقى مجرد حلم".
وأضاف: "بالنسبة لبرشلونة الأمر ليس حلما ، إنه هوس ، وهناك فارق بين الحلم والهوس. الحلم أكثر نقاء من الهوس ، فالحلم له علاقة بالفخر. لاعبو فريقي سيشعرون بالفخر إذا لعبوا المباراة النهائية ، بصرف النظر عن مكان إقامتها".
وفي تصرف جديد زاد من اشتعال الأجواء في ملعب "كامب نو" أجلس مورينيو مواطنه لويس فيجو إلى جواره على مقاعد البدلاء. ورغم أن الأخير كان أحد نجوم برشلونة ، فقد ارتبط اسمه بأشهر عملية خيانة في تاريخ النادي الكتالوني منذ أن رحل عن النادي للعب في ريال مدريد ، واليوم هو ممثل العلاقات الخارجية لإنتر.
وبعد أن انتبه إلى قوة الأثر الذي يحدثه في الصحفيين المحليين ، تعمق مورينيو في نظريته حول "الهوس".
وقال: "الهوس يمكن رؤيته والإحساس به. فقد كنت هنا عام 1997 كمترجم ، ساخرا من اللقب الذي يطلق عليه ببرشلونة ، وعندما أقيمت مباراة نهائي كأس الملك على ملعب برنابيو بين (ريال) بيتيس وبرشلونة رأيت هذا الهوس ، ربما كمترجم. ولكنني رأيته".
وأضاف: "حمل العلم الكتالوني في برنابيو كان متعة لا تصدق. كان الجميع يغني "ذاهبون إلى مدريد ، كلنا إلى مدريد". إنه هوس ، معاداة ريال مدريد ليست حلما ، إنها هوس. أتخيل نهائي لدوري الأبطال في تورينو: سيكون الأمر هوس لإنتر. أنا لا أنتقد . لكنني رأيته في نهائي كأس الملك. تخيلوا الوضع الآن كيف سيكون".
وقال مورينيو إنه كان يأمل في "مباراة مختلفة تماما" عن تلك التي خسرها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي صفر /2 في برشلونة ، وهي النتيجة التي كان يحتاجها الأسبان في مباراة أمس بعد هزيمتهم ذهابا 1/3. وأوجز المباراة في ذلك الحين بقوله "برشلونة رائع ، إنتر بشع".
وكان تياجو موتا ، لاعب برشلونة السابق وإنتر الحالي ، قد اتهم زملاءه السابقين قبل دقائق من تصريحات المدير الفني بأنهم يتعمدون "القفز إلى حمام السباحة" في إشارة إلى تمثيلهم للحصول على مخالفات.
وهو ما تحقق مع موتا نفسه عندما حصل على بطاقة حمراء حرمته من استكمال مباراة أمس بعدما لمست يده اليمنى وجه لاعب برشلونة سيرجيو بوسكيتس ليسقط الأخير أرضا متظاهرا بالألم الشديد كما لو كان تلقى طلقا ناريا.
من ناحية أخرى علق مورينيو مداعبا على نجاحه المستمر في تحجيم نشاط النجم ليونيل ميسي ، الذي لم يتمكن من التسجيل في سبع مباريات أمام فرق يتولى مورينيو تدريبها ، قائلا : "لو لعبت أنا أمام ميسي لخسرت صفر /50 دون أن ألمس الكرة".